قصص حب حقيقية حزينه

قصص حب حقيقية حزينه

2 المراجعات

محتويات:

قصص حب حزينه 

قصة أَلَمُ الحُبِّ الأَبَدِيِّ

قصة حب في قلب الغابه الملعونه 

قصة لَعْنَةُ الحُبِّ القَدِيمِ


 

“أَلَمُ الحُبِّ الأَبَدِيِّ”

في بَلْدَةٍ نَائِيَةٍ تُحِيطُ بِهَا الغَابَاتُ الكَثِيفَةُ، عَاشَتْ إِيلَا، فَتَاةٌ ذَاتُ جَمَالٍ سَاحِرٍ وَرُوحٍ شَفَّافَةٍ. كَانَتْ إِيلَا قَدِ انْتَقَلَتْ حَدِيثًا إِلَى البَلْدَةِ الصَّغِيرَةِ لِلعَيْشِ مَعَ جَدَّتِهَا بَعْدَ وَفَاةِ وَالِدَيْهَا فِي حَادِثٍ غَامِضٍ. الغُمُوضُ الَّذِي يَكْتَنِفُ وَفَاةَ وَالِدَيْهَا كَانَ قَدْ أَثَّرَ عَلَى قَلْبِهَا، وَلَكِنْ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُهُ هُوَ أَنَّ القَدَرَ كَانَ يَخْبِئُ لَهَا قِصَّةَ حُبٍّ مَأْسَاوِيَّةً تَتَجَاوَزُ حُدُودَ الحَيَاةِ وَالمَوْتِ.

فِي أَحَدِ الأَيَّامِ الهَادِئَةِ، بَيْنَمَا كَانَتْ إِيلَا تَتَجَوَّلُ فِي الغَابَةِ القَرِيبَةِ مِنْ مَنْزِلِ جَدَّتِهَا، وَجَدَتْ شَابًّا يَرْتَدِي مَلَابِسَ قَدِيمَةً وَغَرِيبَةً. كَانَ يُدْعَى "أَلِكْسَنْدَر"، وَذُو نَظَرَاتٍ حَزِينَةٍ تَجْعَلُهُ يَبْدُو وَكَأَنَّهُ جَاءَ مِنْ زَمَنٍ بَعِيدٍ. اسْتَوْقَفَهَا أَلِكْسَنْدَر وَسَأَلَهَا إِذَا كَانَتْ تَسْتَطِيعُ مُسَاعَدَتَهُ فِي البَحْثِ عَنْ مَنْزِلِهِ المَفْقُودِ.

أَرَادَتْ إِيلَا أَنْ تُسَاعِدَهُ، وَبَدَأَتْ رِحْلَتُهُمَا مَعًا. خِلَالَ الأَيَّامِ الَّتِي تَلَتْ، نَشَأَتْ بَيْنَهُمَا عَلَاقَةٌ غَيْرُ مُتَوَقَّعَةٍ، مَلِيئَةٌ بِالحُبِّ وَالحَنِينِ. وَلَكِنَّ أَلِكْسَنْدَر كَانَ دَائِمًا يَرْفُضُ الإِجَابَةَ عَنْ أَيِّ أَسْئِلَةٍ تَتَعَلَّقُ بِمَاضِيهِ أَوْ سَبَبِ وُجُودِهِ فِي الغَابَةِ.

ذَاتَ مَسَاءٍ، بَيْنَمَا كَانَا يَجْلِسَانِ بِجَانِبِ النَّارِ فِي الغَابَةِ، بَدَأَ أَلِكْسَنْدَر يُخْبِرُ إِيلَا قِصَّةً حَزِينَةً عَنْ حُبِّهِ القَدِيمِ، إِلِيزَابِيث. قَالَ إِنَّهُ كَانَ يَعِيشُ فِي نَفْسِ البَلْدَةِ الَّتِي تَسْكُنُهَا إِيلَا، وَلَكِنْ فِي زَمَنٍ بَعِيدٍ، حَيْثُ كَانَتْ إِلِيزَابِيث مِنْ عَائِلَةٍ نَبِيلَةٍ وَثَرِيَّةٍ، بَيْنَمَا كَانَ هُوَ فَقِيرًا. وَعَلَى الرَّغْمِ مِنْ حُبِّهِمَا العَمِيقِ، كَانَ زَوَاجُهَا مَحْكُومًا مِنْ قِبَلِ عَائِلَتِهَا لِثَرِيٍّ آخَرَ.

أَلِكْسَنْدَر أَخْبَرَ إِيلَا كَيْفَ أَنَّ إِلِيزَابِيث كَانَتْ قَدْ اخْتَفَتْ فِي ظُرُوفٍ غَامِضَةٍ بَعْدَ زَوَاجِهَا المُرَتَّبِ، وَكَيْفَ أَنَّ قَلْبَهُ تَحَطَّمَ مِنْ الفِرَاقِ. وَبِدَلًا مِنْ العُثُورِ عَلَى السَّلَامِ، عَلِقَ فِي صِرَاعٍ بَيْنَ الحَيَاةِ وَالمَوْتِ، يَبْحَثُ عَنْ إِلِيزَابِيث فِي كُلِّ مَكَانٍ.

فِي إِحْدَى اللَّيَالِي، وَبَيْنَمَا كَانَتْ إِيلَا تُرَاقِبُ أَلِكْسَنْدَر مِنْ بَعِيدٍ، رَأَتْ شَيْئًا غَيْرَ عَادِيٍّ: ظِلًا غَامِضًا يَظْهَرُ فِي الغَابَةِ وَيَقْتَرِبُ مِنْ أَلِكْسَنْدَر. قَلَقُهَا تَزَايَدَ، لَكِنَّهَا اخْتَارَتْ أَنْ تُرَاقِبَ وَتَنْتَظِرَ.

مَعَ مُرُورِ الوَقْتِ، أَدْرَكَتْ إِيلَا أَنَّ أَلِكْسَنْدَر كَانَ يَعِيشُ فِي دَوَّامَةٍ مِنَ الأَلَمِ وَالحُزْنِ، وَأَنَّهُ لَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَتَحَرَّرَ مِنْ سِجْنِ الذِّكْرَيَاتِ. وَفِي لَيْلَةٍ مُظْلِمَةٍ، ظَهَرَ ظِلٌّ آخَرُ، أَكْثَرَ سُطُوعًا وَكَثَافَةً، وَاقْتَرَبَ مِنْ أَلِكْسَنْدَر. كَانَتْ إِلِيزَابِيث، وَلَكِنْ بِشَكْلِ شَبَحٍ، تَبْحَثُ عَنْ حَبِيبِهَا المَفْقُودِ.

عِنْدَمَا اقْتَرَبَتْ إِيلَا، بَدَأَتْ تَتَجَلَّى الحَقِيقَةُ المُرَوِّعَةُ: أَلِكْسَنْدَر كَانَ فِي الحَقِيقَةِ رُوحًا عَالِقَةً بَيْنَ العَالَمَيْنِ، وَكَانَ يَبْحَثُ عَنْ إِلِيزَابِيث الَّتِي لَمْ تَجِدْ سَلَامًا أَيْضًا. وَمَعَ الظُّهُورِ الأَخِيرِ لِإِلِيزَابِيث، انْدَلَعَتْ مُوَاجَهَةٌ بَيْنَ الأَرْوَاحِ الضَّائِعَةِ، وَظَهَرَتْ إِيلَا كَحَلْقَةِ الوَصْلِ بَيْنَ العَالَمَيْنِ.

فِي لَحْظَةٍ حَاسِمَةٍ، قَرَّرَتْ إِيلَا أَنْ تُسَاعِدَ

الأَرْوَاحَ فِي العُثُورِ عَلَى سَلَامِهِمَا الأَبَدِيِّ. وَفِي لَحْظَةِ حُبٍّ نَادِرَةٍ وَعَمِيقَةٍ، انْدَمَجَتْ أَرْوَاحُ أَلِكْسَنْدَر وَإِلِيزَابِيث، مِمَّا أَعْطَاهُمَا السَّلَامَ الَّذِي كَانَا يَبْحَثَانِ عَنْهُ. وَلَكِنْ هَذِهِ التَّضْحِيَةُ جَعَلَتْ إِيلَا تَبْقَى وَحِيدَةً، غَارِقَةً فِي الذِّكْرَيَاتِ وَالأَشْبَاحِ الَّتِي تَلْتَقِي بِهَا فِي كُلِّ لَحْظَةٍ

ظَلَّتْ بَلْدَةُ إِيلَا تَحْكِي قِصَّةَ حُبٍّ مَأْسَاوِيَّةٍ بَيْنَ الأَمْوَاتِ وَالأَحْيَاءِ، وَلَكِنَّ إِيلَا كَانَتْ قَدِ اخْتَفَتْ دُونَ أَثَرٍ. وَأَصْبَحَ مَنْزِلُ جَدَّتِهَا مَلَاذًا لِلْقِصَصِ وَالظِّلَالِ الَّتِي تَرْوِي قِصَّةَ حُبٍّ خَالِدٍ، وَلَكِنْ بِسِعْرٍ لَا يُمْكِنُ تَصَوُّرُهُ، وَهُوَ قُلُوبُ عُشَّاقٍ غَيْرُ قَادِرِينَ عَلَى العَيْشِ أَوِ المَوْتِ بِسَلَامٍ.

 

“الغابةُ الملعونةُ”

 

في قلبِ الرِّيفِ الإِنجْليزي، كانت هناك قريةٌ صغيرةٌ تُدْعَى "بلاك وود". هذه القريةُ كانت محاطةً بغابةٍ كثيفةٍ ومعروفةٍ بينَ السكانِ المحليينَ بأنها مَسْكُونَةٌ. كانت الأساطيرُ المحليةُ تقولُ إن الغابةَ تحتوي على أرواحٍ غاضبةٍ وأحداثٍ غامضةٍ لا يمكنُ تفسيرُها. وعلى الرغم من التحذيرات المتكررة، قرر شابٌ يُدْعَى توماس، الذي انتقل حديثًا إلى القريةِ، استكشافَ هذه الغابةِ بحثًا عن الحقائقِ خلفَ هذه الأساطيرِ.

توماس كان شابًا مغامرًا وشجاعًا، مهتمًا بالقصصِ الغامضةِ والأساطيرِ القديمةِ. عندما سمع عن الغابةِ الملعونةِ، لم يستطع مقاومةَ إغراءِ استكشافِها بنفسه. في صباح يومٍ غائم، جمع توماس معداته وانطلق نحو الغابة.

مع دخول توماس الغابة، شعرَ ببرودةٍ غيرِ طبيعيةٍ تزدادُ تدريجيًا. كان كل شيءٍ هادئًا بشكلٍ غريبٍ، لا أصواتَ للطيورِ أو حركةٍ للحيواناتِ. بينما كان يسير بين الأشجارِ الكثيفةِ، بدأ يسمعُ همساتٍ غيرَ مفهومةٍ وأصواتَ خطواتٍ خفيفةٍ تُحيط به من كلِّ جانبٍ.

بمرور الوقت، وصل توماس إلى منطقةٍ مفتوحةٍ في قلب الغابةِ، حيث وجد بئرًا قديمًا مغطى بالأعشابِ والنباتاتِ المتسلقةِ. كانت هناك أساطيرٌ محليةٌ تقولُ إن هذا البئرَ كان مركزَ الأحداثِ الغامضةِ، وإن الأرواحَ الغاضبةَ كانت تستخدمه كمدخلٍ لعالمهم.

عندما اقترب توماس من البئر، شعرَ بريحٍ قويةٍ تجتاحُ المكانَ بشكلٍ مفاجئٍ. فجأةً، سمع صوتَ بكاءٍ قادمٍ من أعماقِ البئرِ. بدافعٍ من الفضولِ، نظرَ توماس إلى داخل البئرِ، لكن كل ما رآه كان ظلامًا دامسًا.

ثم، بدون سابق إنذارٍ، شعرَ توماس بيدٍ باردةٍ تمسكُ بكتفه. استدار بسرعةٍ، لكنه لم يجد أحدًا. كان يشعرُ بوجودِ شيءٍ غريبٍ حوله. قرر توماس العودة إلى القريةِ، ولكن كلما حاول الابتعادَ عن البئرِ، شعرَ وكأن الغابةَ نفسها تمنعه من المغادرة.

بعد ساعاتٍ من المحاولةِ، تمكن توماس من الخروجِ من الغابةِ. عندما عاد إلى القرية، لاحظَ أن الوقتَ لم يتحرك، وكأنه كان في الغابةِ لبضعِ دقائقٍ فقط. كانت هذه التجربةُ غريبةً ومروعةً بالنسبةِ له، وقررَ أن يشاركها مع أهل القريةِ.

بمرور الوقت، أدركَ توماس أن الأساطيرَ لم تكن مجردَ خرافاتٍ، وأن الغابةَ حقًا مسكونةٌ بأرواحٍ غاضبةٍ تبحثُ عن السلام. على الرغم من خوفه، قرر توماس أن يستمر في استكشافِ الغابةِ محاولًا كشفَ أسرارها ومساعدة الأرواحِ العالقةِ.

لم يعد توماس أبدًا نفسَ الشخص بعد تلك الليلةِ في الغابةِ. أصبحت تجاربه موضوعًا للكثيرِ من الأحاديثِ والأساطيرِ في القرية. على الرغم من الرعبِ الذي واجهه، كانت شجاعته وإصراره على كشفِ الحقيقةِ مصدرَ إلهامٍ للكثيرين. ومع مرورِ الزمنِ، أصبحت قصةُ توماس جزءًا لا يتجزأ من تاريخِ "بلاك وود"، تذكرُ الجميع بأن هناك أسرارًا في هذا العالمِ تفوقُ فهمنا، وأن الشجاعةَ قد تكون المفتاحَ لكشفها.

 

 

 “لَعْنَةُ الحُبِّ القَدِيمِ”

في بَلْدَةٍ صَغِيرَةٍ في جَنُوبِ إِيطَالْيَا، كانَتْ هُنَاكَ قَصْرٌ قَدِيمٌ يُدْعَى "قَصْرُ الأَشْجَارِ". تَمَّ بِنَاؤُهُ فِي القَرْنِ الثَّامِنِ عَشَرَ، وَكَانَ مَعْرُوفًا بِنَقْلِهِ لِقَصَصٍ غَامِضَةٍ عَنْ حُبٍّ ضَائِعٍ وَلَعْنَةٍ أَزَلِيَّةٍ. قَرَّرَتْ لُوسِيَا، فَتَاةٌ شَابَّةٌ تُدْرِسُ التَّارِيخَ فِي الجَامِعَةِ، أَنْ تَسْتَكْشِفَ القَصْرَ وَتَكْتَشِفَ الحَقِيقَةَ وَرَاءَ هَذِهِ القِصَصِ.

لُوسِيَا كَانَتْ مَسْحُورَةً بِالجَمَالِ الغَامِضِ لِقَصْرِ الأَشْجَارِ. قَرَّرَتْ زِيَارَتَهُ فِي وَقْتِ غُرُوبِ الشَّمْسِ لِرُؤْيَةِ القُصُورِ فِي أَجْمَلِ صُورَتِهِ. عِنْدَمَا 

وَصَلَتْ، شَعَرَتْ بِبَرْدٍ غَيْرِ طَبِيعِيٍّ يَجْتَاحُ الجَوَّ وَهَدُوءٍ يُخَيِّمُ عَلَى المَكَانِ.

دَخَلَتْ القَصْرَ بِحَذَرٍ، وَكُلُّ خُطْوَةٍ تَخْطُوهَا كَانَتْ تُحْدِثُ صَدًى يَرْتَفِعُ فِي أَرْجَاءِ المَكَانِ. بَيْنَمَا كَانَتْ تَسِيرُ فِي الأَرْوِقَةِ المُظْلِمَةِ، لَاحَظَتْ بَابًا 

قَدِيمًا نَصْفَ مَفْتُوحٍ فِي نِهَايَةِ مَمَرٍّ. قَرَّرَتْ دُخُولَهُ، وَوَجَدَتْ نَفْسَهَا فِي غُرْفَةٍ تَزْخَرُ بِالصُّورِ القَدِيمَةِ وَالأَثَاثِ المُغَبَّرِ.

بَيْنَمَا كَانَتْ تَتَفَحَّصُ إِحْدَى الصُّورِ، سَمِعَتْ هَمْسَةً خَفِيفَةً قَادِمَةً مِنْ زَاوِيَةِ الغُرْفَةِ. اِسْتَدَارَتْ بَسُرْعَةٍ، وَلَكِنْ لَمْ تَرَ شَيْئًا. لَكِنْ، بِدَافِعِ الفُضُولِ، 

اِقْتَرَبَتْ مِنَ المَكَانِ، وَوَجَدَتْ يَوْمِيَّاتٍ قَدِيمَةً مَخْبُوءَةً تَحْتَ طَاوِلَةٍ.

بَدَأَتْ لُوسِيَا قِرَاءَةَ اليَوْمِيَّاتِ، وَاِكْتَشَفَتْ قِصَّةَ حُبٍّ مَأْسَاوِيَّةٍ بَيْنَ مَارْيَا، اِبْنَةِ صَاحِبِ القَصْرِ، وَجُولْيُو، فَتًى فَقِيرٍ كَانَ يَعْمَلُ خَادِمًا فِي القَصْرِ. 

كَانَ حُبُّهُمَا مَحْظُورًا مِنْ قِبَلِ عَائِلَةِ مَارْيَا، وَقَدْ وَافَقَ وَالِدُهَا عَلَى زَوَاجِهَا مِنْ رَجُلٍ ثَرِيٍّ.

عِنْدَمَا تَمَّ زَوَاجُ مَارْيَا، اِخْتَفَتْ فِي ظُرُوفٍ غَامِضَةٍ، وَقِيلَ إِنَّهَا لَعَنَتْ القَصْرَ قَبْلَ اِخْتِفَائِهَا، مُتَوَعِّدَةً بِالعَوْدَةِ لِلحَبِيبِ الَّذِي لَنْ تَرَاهُ أَبَدًا.

بَيْنَمَا كَانَتْ لُوسِيَا تَقْرَأُ، شَعَرَتْ بِيَدٍ بَارِدَةٍ تَلْمَسُ كَتِفَهَا. اِسْتَدَارَتْ، وَوَجَدَتْ ظِلًّا شَبَحِيًّا يُشِيرُ إِلَى نَافِذَةٍ مَفْتُوحَةٍ. تَقَدَّمَتْ لُوسِيَا بِحَذَرٍ، وَنَظَرَتْ 

إِلَى الخَارِجِ، وَرَأَتْ شَبَحَ مَارْيَا يُحَاوِلُ العُثُورَ عَلَى جُولْيُو.

فِي لَحْظَةِ حُزْنٍ وَأَلَمٍ، قَرَّرَتْ لُوسِيَا أَنْ تُسَاعِدَ مَارْيَا فِي العُثُورِ عَلَى سَلامِهَا الأَبَدِيِّ. قَرَأَتْ فِي اليَوْمِيَّاتِ أَنَّ جُولْيُو كَانَ قَدْ دُفِنَ فِي حَدِيقَةِ 

القَصْرِ، وَأَنَّ الرُّوحَينِ سَتَتَّحِدَانِ إِذَا اِجْتَمَعَتْ مَارْيَا بِحَبِيبِهَا.

قَرَّرَتْ لُوسِيَا نَبْشَ المَكَانِ، وَبَعْدَ سَاعَاتٍ مِنَ البَحْثِ، وَجَدَتْ قَبْرَ جُولْيُو. قَامَتْ بِدَفْنِ اليَوْمِيَّاتِ مَعَهُ، وَصَلَّتْ لِتُحَرِّرَ الأَرْوَاحَ.

فِي اللَّيْلَةِ التَّالِيَةِ، رَأَتْ لُوسِيَا شَبَحَ مَارْيَا وَجُولْيُو مُتَحِدَيْنِ فِي نُورٍ سَاطِعٍ، وَيَتَلَاشَيَانِ فِي السَّمَاءِ. شَعَرَتْ بِالسَّكِينَةِ تَغْمُرُ المَكَانَ، وَأَدْرَكَتْ أَنَّهَا 

قَدْ أَزَالَتِ اللَّعْنَةَ.

عَادَتْ لُوسِيَا إِلَى حَيَاتِهَا الطَّبِيعِيَّةِ، وَلَكِنَّ تَجْرِبَتَهَا فِي قَصْرِ الأَشْجَارِ تَرَكَتْ أَثَرًا عَمِيقًا فِي قَلْبِهَا. أَصْبَحَتْ تُحَدِّثُ النَّاسَ عَنْ قِصَّةِ الحُبِّ القَدِيمِ

 وَاللَّعْنَةِ الَّتِي أُزِيلَتْ بَيْنَ الأَشْجَارِ، تَذْكِرُهُمْ بِأَنَّ الحُبَّ الحَقِيقِيَّ قَادِرٌ عَلَى التَّفَوُّقِ عَلَى أَيِّ قُوَّةٍ غَامِضَةٍ. 

 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

18

متابعين

83

متابعهم

51

مقالات مشابة